مجلس الجالية المقيمة بالخارج أم بأوربا؟
الخميس 18 شتنبر 2014 - 03:16
أنشطة مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج لسنة 2014 أقيمَ جُلّها، إن لم نقل كلها، في دول أوروبية، ولعل أبرزها تلك التي تم تنظيمها في هولندا والبرتغال مؤخرا، والتي عرفت مشاركة أعداد قياسية من أبناء الجالية المقيمة بتلك الدول، ناهيك عن التمثيليات المغربية الرسمية، وعدد من الشخصيات السياسية التي تم استدعاؤها من المغرب لإغناء الحوارات والنقاشات التي تم تنظيمها على هامش اللقاءات الثقافية المنظمة هناك؛ في الوقت الذي يكتفي فيه مجلس الجالية بالترخيص لإشهار اسمه كمساند رسمي للأنشطة الثقافية التي يتم تنظيمها في أمريكا الشمالية والقارات الأخرى. فكندا والولايات المتحدة مثلا، يقيم بهما عشرات الآلاف من أبناء الجالية المغربية، ولم تشهد أي منهما خلال السنوات الأخيرة أي نشاط بقيمة ما يتم تنظيمه في القارة العجوز، ومن هنا يمكن التساؤل عن جدوى تسمية المجلس بـ"مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج" إن كانت برامجه مُسطرة بشكل يعطي الأولوية فقط لمغاربة أوروبا دون غيرهم، فهل يصحّ نعته بـ"مجلس الجالية المغربية المقيمة بأوروبا" في انتظار أن تحظى القارات الأخرى بتمثيليات تشرفها، وإدراج أنشطة تليق بمقامها. الولايات المتحدة الأمريكية مركز القرارات السياسية في العالم، وجل الدول تسعى لتوطيد علاقاتها الدبلوماسية معها، ومد الجسور عبر جمعيات المجتمع المدني، فهل قام مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج بالدور المنوط به في هذا البلد، وهل يتقن أعضاؤه الفرانكوفونيون لغة العم سام للتنسيق مع الجهات الأمريكية من أجل إنجاح تظاهرات كبيرة بأمريكا بنفس المستوى المتميز الذي تعرفه تلك المنظمة في أوروبا. أما في كندا، فالتطاحن الأبدي بين جهتين متناحرتين، يزعج السفيرة والقنصل العام ويقسم الجالية إلى فئتين، فإما أنت معنا أو إنك مع الشيطان إن اخترت أن تكون في صف الآخر؛ هذا التطاحن يدفع مجلس الجالية إلى المشاركة في الأنشطة الثقافية من بعيد، دون الحضور الفعلي لأنشطة هاته الجهة أو تلك، حتى لا يكسب عداوة أحد. ويشهد للجالية المغربية المقيمة بكندا بمستواها الثقافي المتميز نتيجة للإنتقائية التي تعتمدها حكومة كندا لاختيار مهاجريها، وبالتالي فمجلس الجالية مطالب بالاهتمام أكثر بهاته الجالية من خلال تعيين ممثلين له بها من الطبقة المثقفة، التي لها وزنها في الميدان الأكاديمي، السياسي، المالي أو المهني، وتستحق بذلك احترام كل مكونات الجالية المغربية المقيمة بكندا ووضع حد لانتهازية بعض العاطلين عن العمل والذين يقدمون أنفسهم "بلا حشمة بلا حيا" كممثلين لمغاربة كندا، وهو الوضع الذي لم تعد تحتمله هاته الجالية التي طالما تم استغلال اسمها لكسب مال غير مستحق من الجهات الرسمية بالمغرب. فهل يستجمع مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج قواه، ويشمر على ساعد الجد لنقل التجارب الناجحة التي أشرف عليها فعليا في أوروبا إلى القارة الأمريكية والقارات الأخرى، أم أن عامل المسافة الفاصلة بين المغرب وأمريكا سيبقى حجة من لا حجة له "جيتو بعااااد"؟؟
0 التعليقات: