وفاة معتقل بـ"الزاكي" .. الأسرة تشكك ومركز حقوقي يتدخل
الأحد 14 دجنبر 2014 - 16:13
شككت أسرة "أيوب بولوالب"، الذي توفي قبل أيام قليلة في سجن سلا تحت رقم 93601، في أسباب وفاة ابنها، مبرزة أن "جثة الهالك كانت تحمل إصابات وآثار ضرب وتعذيب في مختلف أطراف جسده" وفق رسالة وجهها المعتقل إلى وزير العدل، والوكيل العام للملك باستئنافية الرباط. وأفاد والد السجين أيوب، والذي كان يقطن قيد حياته بمدينة تيفلت، متزوج وأب لطفلة، بأن ابنه المعتقل توفي في ظروف غامضة، لأنه لم يكن يعاني من أية مضاعفات مرضية، وفق رواية السجن، محملا المسؤولية لحراس تلك المؤسسة السجنية في وفاة ابنه البالغ من العمر 21 سنة. وحوكم أيوب بالسجن لمدة 3 سنوات، مضت منها سنة واحدة، بتهمة "الضرب والجرح في حق شاب، تسبب له في عاهة مستديمة"، مما ألزم ابتدائية الخميسات بالدفع بعدم الاختصاص، حيث تم نقله إلى السجن المحلي بسلا، لمتابعته من قبل غرفة الجنايات باستئنافية الرباط، بالحكم عليه بثلاث سنوات حبسا نافذا. والد الضحية قدم طلبا للمؤازرة إلى المركز المغربي لحقوق الإنسان، والذي أحدث عقب ذلك "لجنة تقصي"، حسب مقتضيات الانتداب، حيث هم البحث الميداني اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة من أجل الوصول إلى المعلومة بالطرق المتاحة" يقول عبد الإله الخضري رئيس المركز. وأكدت لجنة التقصي الحقوقية، المنبثقة عن الـCMDH، بأن مسؤولية وفاة السجين أيوب بولوالب تبقى على عاتق مسؤولي السجن، بسبب "الإهمال وعدم تمتيع السجين بالرعاية الطبية اللازمة"، مضيفة أنها لم تستطع التأكد من أن مسؤولي السجن قد أشعروا في اللحظة المناسبة ممثل النيابة العامة، بتعرض حياة أيوب للخطر. وتبين للجنة التقصي، يقول بيان توصلت به هسبريس، بأن المسؤولين بالسجن لم يقوموا بإشعار الجهات المعنية بالمرض المصاب به السجين، طبقا للمادتين 127 و129 من القانون المنظم لتدبير المؤسسات السجنية، قبل أن يتفاقم وضعه الصحي ويصبح خطرا على حياته. وحسب المعطيات المستقاة بخصوص الواقعة، يكمل المصدر، ونظرا إلى مرض رئوي أصاب السجين في وقت سابق، فقد تعرض للإهمال الطبي داخل السجن قبل حادثة وفاته، جعله يتعرض لنوبة اختناق حادة، فارق على إثرها الحياة، كما أن اللجنة سجلت تصريحات بحصول تأخر في نقل السجين المصاب إلى المستشفى. وأورد المصدر الحقوقي بأنه بعد التحقيقات الأولية، لم يقر أحد من السجناء بأن الهالك تعرض لضرب مبرح قبل إصابته كما تم الترويج له، إلا أنه كان يواجه عدم امتثاله لأوامر موظفي السجن بالصراخ، في حالات متكررة، كما صرح بعض السجناء بأنه تم استعمال القوة معه في أكثر من مرة لثنيه عن الاعتداء على زملائه". وخلصت لجنة التقصي الحقوقية إلى المطالبة بإجراء تشريح طبي نزيه، من أجل الوقوف على الأسباب الحقيقية لوفاة السجين، من أجل تحديد المسؤوليات، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حالة ثبوت قصور، أو إهمال في قضية وفاة السجين أيوب بولوالب".
0 التعليقات: