الصديقي: القبضة الأمنية قاصرة .. والفكر الوسطي يحاصر التطرف

الأربعاء 17 شتنبر 2014 - 21:48
أكد سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة العين بالإمارات العربية المتحدة وجامعة فاس، أن المقاربة الأمنية لمحاربة التحاق الشباب المغربي وغيرهم من بلدان المنطقة المغاربية بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، المعروف اختصارا بـ"داعش"، تظل "قاصرة وغير كافية". وأفاد الصديقي، الذي كان يتحدث في برنامج "الأولى" بقناة "سكاي نيوز" حول ظاهرة ارتفاع عدد الشباب المغاربة بتنظيم داعش، بأن الفكر المتطرف الذي ينتج الانخراط في الجماعات الإرهابية يتعين مواجهته بالفكر المعتدل والوسطي، مبرزا أن "مواجهة الفكر بالفكر قد لا يجفف منابع التطرف لكنه يحاصرها على الأقل". وتابع المحلل المغربي أن المواجهة الفكرية عن طريق مقاربة شمولية ووقائية يمكن أن تقنع عددا من الشباب المغرر بهم بعدم الالتحاق بتنظيم "داعش" ومن على شاكلته، مبينا أن القبضة الأمنية الشديدة فشلت في تجارب سابقة، كما أفضت إلى نتائج عكس ما كان يتوخى منها". وشدد الصديقي على أن إشاعة الفكر الديني الوسطي والمعتدل في المجتمع، يعد من الوسائل الأنجع في طريق محاربة الفكر المتشدد والمتطرف، الذي ينتج عنه رغبة عدد من الشباب في الالتحاق بجماعات وتنظيمات متطرفة تبتعد كليا عن وسطية الدين الإسلامي السمح. وعزا المحلل استمرار نزيف الشباب المغاربي نحو تنظيم داعش وغيره إلى عوامل متشابكة، منها استمرار الأزمة في سوريا، وتعثر الانتقال الديمقراطي في المنطقة العربية، فضلا عن انسداد الآفاق الاجتماعية والاقتصادية أمام العديد من الشباب، ما يجعل المنطقة المغاربية خصوصا مرتعا خصبا لتجنيد الشباب للقتال في صفوف "داعش".
وبخصوص مدى انخراط المغرب وباقي الدول المغاربية في الحلف الدولي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم داعش، أفاد الصديقي أن البلدان المغاربية إلى حدود الآن تظل مترددة بخصوص الانخراط الشامل في هذا التحالف لعدة اعتبارات. وسرد المتحدث بعضا من تلك الدوافع التي تجعل المغرب وجيرانه مترددين في الانخراط في التحالف الدولي والعسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ومنها أن هذه البلدان لا تشعر بخطر مباشر يتهددها من "داعش"، كما أنها تفضل عدم الانخراط في عمليات قد تكون غير محسوبة العواقب على وضعها الداخلي. وزاد الصديقي عاملا آخر يبرر عدم التحاق المغرب والجزائر وتونس بالحلف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، متمثلا في المعطى الجغرافي باعتبار أن المنطقة التي ينشط فيها التنظيم سواء بالعراق أو سوريا يعتبر بعيدا من الناحية الجغرافية عن بلدان المنطقة المغاربية. وتطرق البرنامج إلى الخبر الذي يفيد انشقاق مجموعة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزعامة خالد أبو سليمان، واسمه الحقيقي قوري عبد الملك، وتأسيسها لتنظيم مسلح جديد يدعى "جند الخلافة بالجزائر"، حيث أعلن انسحابه من القاعدة ومبايعته لأبي بكر البغدادي زعيم "داعش". وأبرز الصديقي في هذا الجانب بأنه إذا صح خبر الانشقاق، فإن هذا المعطى يعني اختراقا كبيرا للقاعدة من طرف "داعش"، مشيرا إلى التداعيات المحتملة بأن تتوسع رقعة الولاء لهذا التنظيم خارج سوريا والعراق، في أفق العملية العسكرية التي سيقوم بها التحالف الدولي ضد "داعش".
0 التعليقات: