اخر المواضيع

معتقل سياسي سابق يطالب الحقوقيّين بمساندته لنيل حقّه







حالة إنسانيَة مزرية أضحَى يعيشها إدريس البدوري، المعتقل السياسي السابق، وهو يلاحق حقه في الاستفادة من رخصة للنقل المزدوج أوصت بها له هيئة الإنصاف والمصالحة ضمن مسارها لتصحيح الانتهاكات الجسيمة للماضي الحقوقي المغربي، واستوفَى مسطرة نيلها، دون أن يستفيد منها على أرض الواقع. ويتعلق الأمر بمعتقل سبق أن مرّ من "درب مولاي الشرف"، وطاله حكم بالحرمان من الحريّة لـ10 سنوات، قبل أن يهمّه عفو ملكيّ عاود تمكينه من الحياة خارج القضبان، عام 1984، وذلك بعدما قضَى 8 سنوات من الاعتقال أرخت بآثارها على بدنه وجعلته، بعد التحرّر، يخضع لتدخلين جراحيين يهمّان إصلاح "مَا أفسده الدّهر". ويقول البدوي، ضمن تسجيل مصوّر وجّهه إلى هسبريس، إنّه سيخوض اعتصاما إنذاريا أمام مقر عمالة إقليم الخميسات لأجل استدعاء الانتباه إلى حقّه الذي لم ينله عقب سنوات من الانتظار، وزاد: "أطالب مساندة كل التنظيمات الحقوقيَّة في محنتي التي سأعقبها برفع لاحتجاجي إلى حدّ الإضراب بشكل مفتوح عن الطعام". ووفقا لإدريس فإنّ العام 2004 عرف إصدار مقرر لإدماجه في الوظيفة العموميّة، صادر عن هيئة الانصاف والمصالحة، في مسعاها لتحقيق عدالة انتقاليَّة، لكنّ ذلك لم يتمّ عمليا رغم تمكينه من تغطيّة صحيّة.. وقد غيّرت الاستفادة إلى منح رخصة تهمّ قطاع النقل المزدوج بحيز النفوذ الترابي لعمالة إقليم الخميسات. وسبق للإدارة الترابيّة لذات الإقليم أن طلبت من البدوري مدّها بوثائق لأجرأة الاستفادة من رخصة النقل، وهو ما أنجزه قبل أن يمتثل لإيقاع الانتظار.. "تفعيل هذا القرار لازمه نوع من الحيف و التماطل، إذ لم يفعّل لحد الآن رغما عن حاجتي إلى ذلك وفقا لوضعي الاجتماعي الملازم للعطالة جراء العجز البدني الذي يحول دون اشتغالي" يورد المتضرر الذي يعيل أسرة بها 3 أفراد آخرين. البدوري يحمّل مسؤولية ما همّه لوزارة النقل والتجهيز واللوجستيك، بعدما عبّر عن معاملته بشكل جيّد على أيدي مسؤوليها المساعدين إياه على استيفاء كل الوثائق المطلوبَة، إذ يورد أنّه اضطرّ إلى تجميع ملف استفادة ثان بعد تقادم الملف الأول ومطالبة الوزارة الوصيّة على القطاع بمعاودة مراسلتها بالملف الخاص بالمعتقل السابق لسنوات الجمر والرصاص. "أحس حاليا بالحكرة، وهذا الإحساس يهمّ أسرتي أيضا، لذلك قرّرت الانخراط في الاحتجاج.. وأحمّل وزارة التجهيز والنقل، أمام الله والناس، كامل مسؤولية ما قد يصيبني من مضار.. فقد تحوّل استفادتي من حقّي إلى مسألة كرامة بالنسبة لي، ومستعدّ أنا للتضحيَّة بحياتي عوض البقاء منتظرا لما قد يأتي أو لا يأتي" يقول إدريس البدوري.


0 التعليقات: