الحافي: "مافيا الخشب" تُخرِّب الغابات وتعتدي على حراسهَـا
الثلاثاء 24 مارس 2015 - 17:00
سجل عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، تَنامي ظاهرة الاعتداء على أعوان المياه والغابات من طرف عناصر " مافيات نهب الخشب"، حيث انتقل الرقم من 25 اعتداء سنة 2006 إلى 145 سنة 2012، لافتا إلى أن ذات العناصر تقوم بالتخريب بطريقة غير قانونية لخشب الغابات عن طريق الانتِفاع غير المشروع بـ 9 آلاف متر مكعب من الخشب. مستبعدا الحديث عن " نزيف" لخشب الغابات من طرف المُخرِّبين الذين وجبَ مُتابعتهم قضائيا. وأفاد المتحدث خلال ذات ندوة نظمتها وكالة المغرب العربي للأنباء تحت عنوان " الغابة المغربية بين تحديات التغيرات المناخية والأضرار الكارثية التي تتسبب فيها مافيات الخشب"، أن غابات المغرب بالأطلس تعاني من الاستنزاف في نقاط سوداء قد يصل حجمُ الخشب المقطوع إلى 50 بالمئة من الحجم الإجمالي المقطوع بطريقة غير مشروعة بغابات الأرز سنة 2012، حيث قُطع 6600 متر مكعب من أخشاب الأرز على يد عصابات مدججة بأدوات متطورة وأسلحة نارية وبيضاء. ويرى عبد العظيم الحافي خلال ذات الندوة، أن المقاربة التحسيسة للحد من استنزاف الساكنة المجاورة للغابة، غير كافية خصوصا مع أُناس منعزلين وطرق مقطوعة بدون تقديم بديل طاقي ناجع والسير قدما في الرفع من مستويات التنمية بتلك المناطق، مبرزا أن المندوبية التي يشرف عليها ستقوم السنة المقبلة بتوزيع أفرِنة متطورة واقتصادية في استعمال الخشب إلى حدود 60 بالمئة، إضافة إلى استعمال ألواح شمسية. وحذر المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر من أن المغرب يستهلك من رأس مال فرشته المائية التي " يجب أن تكون رَصيدا احتياطيا ل يتم اللجوء إليه إلا في حالة قصوى" يقول المتحدث، مُبرزا أن الخَصاص في المياه سيكون كبيرا في منطقة سوس السنوات المقبلة، موصيا بضرورة تدبير الموارد المائية حسب التوازنات البيئية وضمان حقوق الأجيال القادمة التي لا تصوت على من يمثلها مشددا على أن "الدَّين الإيكولوجي أخطر من الدَّين المالي"، ليقول بالمقابل إن المغرب قطع أشواطا لتعبئة المياه السطحية بفضل سياسة السدود المعتمدة من ثمانينات القرن الماضي، لافتا إلى أن التغيرات المناخية المصاحبة لانخفاض التساقطات المطرية في أفق 2080 ومحدودية الموارد المائية يجب أن تؤخذ جميعا بعين الاعتبار. وأفصح المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، على توفر المغرب على تسعة ملايين هكتار من الغابات الممتدة بمناطقه، نافيا أن يكون قد تمَّ تفويت متر مربع من الملك الغابوي المحدد. واصفا المساحات الغابوية بالأكثر حَصانَة من كل الأملاك الأخرى، موضحا أن حالات استثنائية محدودة متعلقة إما بالمصلحة العامة أو في إطار التوسُّع الحضري فُوتت مع إجبارية تعويض الأرضي الغابويّة. وتابع المسؤول أن عشر سنوات الماضية عرفت إعادة تأهيل الغابات وتَشجيرها بما يساعد على الحفاظ على التوازنات البيئية ويُوافق النظم البيئية. مشيرا إلى المغرب استطاع تَشجير 400 ألف هكتار باللجوء على الأصناف النبيلة كالأركان والبلوط الفليني وأشجار الأرز. من جهة أخرى علق الحافي على المعطيات التي كشفت عنها المندوبية السامية للتخطيط حول فقدان الغابة المغربية لـ 31 ألف هكتار سنويا بالقول إنها " أرقام غير صحيحة"، مؤكدا أن مساحة الغطاء الغابوي تزايدت باثنين بالمئة خلال عشر سنوات الأخيرة.. وسجل المتحدث ريادة المغرب في منطقة البحر المتوسطي حول مكافحة الحرائق، معتبرا إياه من أقل الدول تضررا مقارنة مع فرنسا ارتباطا بالمساحة المتضررة من إجمالي الغابات المغربية التي لا تتجاوز 0.005 بسبب الانخراط لجميع الهيئات من درك ملكي ووقاية مدنية وأعوان المندوبية السامية للمياه والغابات والقوات الملكية المسلحة، إضافة إلى استعمال طائرات ساهمت في تقليص المناطق التي اجتاحتها النيران، زيادة على التدابير الاستباقية.
0 التعليقات: