مذكرات كاتب فاشل .. الشهرة
الاثنين 13 أبريل 2015 - 10:46
2/ الشهرة فجأة وجدت نفسي دون سابق ميعاد، اسما مشهورا تكتب قصائد المدح الطوال على رجاحة عقلي وحصافة اختيارتي في النصوص والإبداع. حقيقة بالصدفة ، صدفة القراء، اكتشفت نفسي مبدعا. وهل حقا أنا مبدع ؟ هل هناك من يستطيع أن ينازعني في هذا الأمر؟ لا تنهمكوا كثيرا في البحث عن تاريخي الأدبي وعدد كتبي ورواياتي التي أسقطت بها الأنظمة الديكتاتورية ، فقط يمكنكم أن ترجعوا إلى تعليقات القراء المفبركة من أصدقائي الذين يمطرونني بالتعليقات الجميلة، ومن باقات الورود التي تنعش الروح وترفع من اسمي وكتاباتي عاليا كالجبل. فعلا أصبحت جبلا خلال أيام قليلة . إنها مشيئة القراء الحكماء. هل هناك من يريد أن يحرز على هذا اللقب الذهبي، إنها ليست بالمهمة المستحيلة، بحكم التجربة القصيرة، فيمكن أن أقدم الوصفة بسرعة للشباب الصاعد، وأهم قاعدة ذهبية قلة الحياء، وأهم ملعب يمكن استعراض مواهبك المدهشة هو العالم الافتراضي، ولاتنسى دائما جمهورك الافتراضي. والجميل في هذا الجمهور الرائع أنه يقدر الظروف ولا يشترط شروطا قاسية وعصية على الكاتب، كأن تكون أكاديميا وذا مستوى معرفي أو تكون قد راكمت تجربة وباع طويل في الكتابة في تخصص معين، يمكنك أن تقول باسم الله، وتكتب سواء في القصة أوالشعر أوالرواية أوالتاريخ أكتب ولا تكثرت من أحد، حطم قواعد الشعرواهجم على القصيدة بسيفك اللغوي الركيك، وإياك أن تستحضر مشاعرك ومعاناتك، فالشعر نظم فيزيائي، والقصة اسبح في نهرها بملابسك وإياك أن تخاف من الغرق، فقد ستكتب شهيد الكلمة في تاريخ الكتابة. و يمكنك أن تكتب في كل الأجناس وقد تكتب في الصحافة مند اليوم الأول، فهي ميدان لايحتاج الى مواهب ولن تجد فيه متاعب فهو مفروش بالورود والأناشيد. واعمل مثلي وسر على خطايا، إياك أن تسمع نصائح الأصدقاء وتحليلات المتفيقهين وأراء الباحثين والنقاد فهم مجرد شرذمة من الفاشلين الذي سيملؤون مسارك بالأشواك والعراقيل وتموت كالجنين. والمثير في الأمر أنك ستجد جمهورا من القراء يتفاعل معك في كل شئ فقد يصبح شاعرا وقصاصا وباحثا حيث ما تميل يميل، والأورع أنه قد يتحول في رمشة عين إلى ناقد ويمطرك بأمطار الحب والزغاريد، ولا تنسى دائما أن تستحضر مواد التجميل ومعهم الحليب والثمر،فأنت عريس افتراضي . الم ترى معي أن باب الشهرة مفتوح أمامك على مصراعيه، لا تنبهر بالأسماء التي أفنت نفسها في الدفاع عن قضايا أمتها حتى ترسخت في ذاكرة الشعوب وأصبح يضرب بها المثل وتدرس كمواد تعليمية وتربوية فهذه بدعة وكل بدعة سوف تقف حجرة عثرة في طريقك الإبداعي. واحذر أن تسقط في تقليد الكتاب العصاميين، فيشمت فيك الليل والقرطاس والقلم ،ويبيض شعرك ويسقط كأوراق الخريف فتصبح من النادمين. وإياك أن تبحث في تجديد من سبقوك من الكتاب سواء في الشكل أو المضمون، أو أن تبحث عن توليفة موسيقية تنغم القلب والروح فقد تثقل كاهل جمهورك الذواق إلى الوجبات الخفيفة والتي لا تضر بمعدته. واحترس من الكتابات ذات النزعة التغييرية، إياك تم إياك أن تحمل هم التغيير أو هم أحد ، فهذا ضرب من الجنون الإديولوجي والذي لن يقودك في نهاية المطاف سوى إلى السجن أو المنفى أو مستشفى المجانين. عليك أن تلتزم بمبادئ الحياد السلبي حتى يكثر محبيك ويأمَر بتوشيحك، فيتم ترشيحك، وتتعدد ألقابك. واعلم أنه سيتكاثر حسادك، وسيعلنون عنك الحرب لنجاحك، فلا تلتفت يمينا ولا يسارا واعلم أنك تؤدي ضريبة نضالك الصغير، الذي غرسته خلال أيام قليلة وفاض من حوض كأسك. لا تفكر في شئ تقطفه من كتاباتك سوى الشهرة ولا غير الشهر فهي مفتاح نعمتك ومركز احترامك، وانتبه أن تعير اهتماما إلى جودة نصوصك أو احترام ذاتك أو قراءك فهم جميعا مجرد تفاصيل صغيرة عليك أن تجعلها سلما لصعودك.لا تتريث ، فجمهور بالملايين ينتظرك والمجد يناديك، إنها فرصتك، ولا تنسى أبدا أن الكتابة فرصة الحياة ، وباختيارك هذا ستعيش مثلي أكبر وهم في حياتك.
0 التعليقات: