اخر المواضيع

محمد الوفا







رغم كل السنوات التي قضاها في السلك الدبلوماسي، في الهند وإيران والبرازيل، فإن محمد الوفا، وزير الشؤون العامة والحكامة، لم يستطع "ترويض" لسانه لتكون أجوبته أكثر دبلوماسية مع مخالفيه وخصومه السياسيين، حتى بات يلقبه البعض بلسان الحكومة الطويل. الوفا صرح منذ فترة بممتلكاته الخاصة من رواتب وعقارات، بمناسبة تلاسنه مع البرلماني محمد البقالي، غير أن المغاربة اكتشفوا قبل أيام قليلة أن الوزير المراكشي لم يذكر ضمن ممتلكاته موهبة فذة تتمثل في الكلام "الزنقاوي"، بل إنه نقل بعض القاموس النابي إلى قبة البرلمان. الوفا، بعد استعماله لغة "القوادة" في المؤسسة التشريعية، يكون قد ساهم بشكل كبير في تكريس الصورة السلبية للبرلمان التي انطبعت في أذهان العديد من المغاربة، ومفادها أنه مجرد مجلس للمسامرة والثرثرة العقيمة وتزجية الوقت، عوض العناية بتطلعات ومشاكل الأمة. ويبدو أن اختيار رئيس الحكومة للوفا في منصبه بالنسخة الثانية من الحكومة، وزيرا للحكامة والشؤون العامة، لم يكن اعتباطا بل لأن الرجل يمتلك براعة في السخرية التي تحط أحيانا من كرامة الآخرين، يستطيع من خلالها تحوير اهتمام المغاربة إلى معارك جانبية بدل التركيز مثلا على لهيب الأسعار المرتفعة. ولعل آخر الغاضبين من لسان الوفا هم موزعو الغاز بالمغرب الذين لم يستسيغوا تلفظ الوزير بعبارة "مبارك مسعود"، ردا على قرار الجمعية المغربية لموزعي الغاز تنظيم إضراب وطني بالبلاد، حيث وصفته الجمعية بالوزير "المفتقد لمقومات رجل الدولة"...فلم يكن بُد بعد كل هذا وذاك إلا أن يتبوأ الوفا منزلته مع "النازلين".


0 التعليقات: