إدريس جطو
الاثنين 26 ماي 2014 - 22:35
وقف الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، إدريس جطو، قبل أيام قليلة، تحت قبة البرلمان لينزع أوراق التوت ورقة ورقة عن عورات عدد من الوزارات والمؤسسات العمومية والجماعات المحلية، حتى أن الجميع وضع يده على قلبه مخافة أن تناله سهام جطو. جطو قدم تقريره "الساخن" حول أعمال المحاكم المالية بالمغرب، بلغة كاشفة وصريحة قلما تصدر عن مسؤولي ورجالات الدولة، فصوب مدفعيته الثقيلة إلى رأس الحكومة وكثير من القطاعات العمومية، بسبب ما اعتبرها اختلالات مالية طالت تدبيرها ردحا من الزمن. تنامي الدين العمومي، التعجيل بحل نهائي للأزمة المستفحلة في صندوق المقاصة، إنهاء أزمة أنظمة التقاعد، صفحة لقاحات الأدوية، التصريحات بممتلكات المسؤولين العموميين..كلها ملفات ثقيلة وجد جطو "خفة" ويسرا في التطرق إليها أمام أنظار البرلمانيين التي كانت مشدوهة لفصاحة الرجل وأرقامه. ابن مدينة الجديدة، من مواليد 24 مايو 1945، والذي شغل منصب الوزير الأول بين 2002 و2007، لم يجد أدنى غضاضة في تشريح الاختلالات المالية التي أزكمت الأنوف في عدد من المؤسسات، كما كان صريحا عندما شكا عجز مجلسه عن مراقبة 100 ألف تصريح بالممتلكات شكلا ومضمونا. اللغة الكاشفة والصريحة التي أتى بها الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، وحس المسؤولية الوطنية التي أبان عنها دون إفراط ولا تفريط، وتقديمه أيضا لبعض الحلول للاختلالات المطروحة..كلها وغيرها دوافع ترفع أسهم جطو لتحل به معززا مكرما في نادي "الطالعين" هذا الأسبوع.
0 التعليقات: