اخر المواضيع

تحليل: مقاولات المغرب الصغرى والمتوسطة حاضرة باحتشام في إفريقيا


غدَاة ترقب جولةٍ جديدة للملك محمدٍ السَّادس إلى عددٍ من بلدَان إفريقيَا جنُوب الصَّحراء، انكبَّ الأكاديميُّ والباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدوليَّة، آلان أنتيل، على ما للمغرب من حظوة في غرب القارة السمراء، والنحو الذِي قدْ يعم دبه مستقبلًا إلى تعزيز تأثيره. ويلفتُ الباحث الفرنسي إلى أن الاستثمارات المغربية التي بدأت تتدفق على غرب إفريقيا بصورة لافتة مع بدايات 2000، صارت تمثلُ اليوم نصف الاستثمارات المغربية في الخارج، كما أن المبادلات التجارية المغربية مع إفريقيا ارتفعت بـ13 في المائة كل سنة. "بيد أنَّ المغرب لا يزالُ بالرُّغم من ذلك الشريك التجاري السادس والأربعين للقارة فيما تحتلُّ الجزائر المرتبة 41 في القائمة نفسها" تورد مجلة "لوبوان". ويقدر أنتيل أنَّه إذا كانت الشركات المغربيَّة الكبرى حاضرة بصورة موفقة في المنطقة فإنَّ المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية لا تزالُ حاضرة بصورة محتشمة، حيثُ إنَّ بونًا يلاحظ بين المقاولات الكبرى التي تملك القدرة على الاستثمار وبين المقاولات الصغرى والمتوسطة التي تعتمد على التصدير المباشر الأقل تكلفة ومخاطرًا. السبب في ذلك، تسوق "لوبوان" كون المغرب لا يزال ضعيفًا من حيث التصنيع، فبالرغم من وجود مقاولات صغرى ومتوسطة تقوم بالتصدير إلا أن ما تحدث من قيمة مضافة يظلُّ ضعيفًا، سيما أنَّ منافسة شرسة تخوضها المنتوجات الصينيَّة في أسواق القارة. الإشكالُ الآخر الذِي ينضافُ إلى الحضور المغربي هو عدم المصادقة على كثير من الاتفاقيات التجارية التي جرى توقيعها في وقت سابق، تورد المجلة، فضلا عن عدم وجود معرفة كافية في المغرب بالسُّوق الإفريقيَّة الأمر الذِي يجعل المقاولات المقبلة على بدء تجربتها في المضمار تعتمد على خبرة سابقاتهاالأمر الذي يجعل المغرب مطالبًا في حال أراد تعزيز موقعه أنْ يولي أهميَّة للمقاولات الصغرى والمتوسطة. ويرى الباحث أنتيل أن الحضور الاقتصادِي يضمنُ للمغرب تعويض غيابه عنْ مقاعد الاتحاد الإفريقي بسبب اعتراف المنظمة بعضويَّة البُوليساريُو، وذلك منذ عمد الحسن الثاني إلى الزيادة من عدد الاتفاقيات الموقعة مع بلدان إفريقيا، قبل أنْ يواصل الملك محمد السَّادس النهج نفسه بالتشطيب على ديُون مقاولات إفريقيَّة بعد جلوسه على العرش. ويسعَى المغربُ اليوم بحسب "لوبوان" إلى أنْ يصير قناة لمرور الاستثمارات الأجنبيَّة نحو إفريقيَا، مستفيدًا في ذلك منْ روابط تاريخيَّة ورُوحيَّة لا تزالُ تضمنُ تأثيرًا للمغرب على أكثر منْ صعيد، موازاةً مع الحضُور المالِي والاقتصادِي، الذِي تحوزُ فيه المؤسسات العمومية والشركات الكبرى حصَّة الأسد.

0 التعليقات: